الصيام عبادة يؤديها المسلم امتثالاً لأمر الله تعالى لا رقيب عليه في تنفيذها إلا الله سبحانه، ونفسه المزكاة بالإيمان تاركاً ما اعتاد عليه في حياته مقبلاً عليه سبحانه في عبادته وما في ذلك من تهذيب للنفس وإشراق للقلب
و للصوم مكانته الخاصة بين كل العبادات التي يؤديها المسلم فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه في الحديث القدسي: " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " وهو ركن من أركان الإسلام ثبتت فرضيته بالقرآن والسنة.
يقول تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين، فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون، شهر رمضان هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون } [ سورة البقرة: الآيات 183 _ 185 ].
و أما السنة فمنها ما أخرجه البخاري عن طلحة بن عبيد الله أن أعرابياً جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني ما فرض الله عليّ من الصلاة ؟ فقال ل: الصلوات الخمسة إلا أن تطوع شيئاً. فقال: أخبرني ما فرض الله عليّ من الصيام ؟ فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً. فقال أخبرني ما فرض الله عليّ من الزكاة ؟ قال فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الإسلام. فقال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئاً وأنقص مما فرض الله عليّ شيئاً، فقال رسول الله: أفلح إن صدق، أو دخل الجنة إن صدق.
و أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بنيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان ".
و أجمع علماء الأمة على وجوب صيام شهر رمضان. وفي الخازن أن فريضة الصيام نزلت في السنة الثانية للهجرة وذلك قبل غزوة بدر بشهر وأيام. وقد صام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة رماضانات في تسع سنين.
و قال في روح البيان: اعلم أن الله تعالى أمرنا بصيام شهر كامل ليوافق عدد السنة في الأجر الموعود.
وشكرا